سورة العنكبوت - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (العنكبوت)


        


{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23)}
{بأايات الله} بدلائله على وحدانيته وكتبه ومعجزاته ولقائه والبعث {يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى} وعيد، أي ييأسون يوم القيامة، كقوله: {وَيَوْمَ تَقُومُ الساعة يُبْلِسُ المجرمون} [الروم: 12]. أو هو وصف لحالهم؛ لأنّ المؤمن إنما يكون راجياً خاشياً، فأما الكافر فلا يخطر بباله رجاء ولا خوف. أو شبه حالهم في انتفاء الرحمة عنهم بحال من يئس من الرحمة: وعن قتادة رضي الله عنه: إن الله ذمّ قوماً هانوا عليه فقال: {أُوْلَئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِى} وقال: {إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون} [يوسف: 87] فينبغي للمؤمن أن لا ييأس من روح الله ولا من رحمته، وأن لا يأمن عذابه وعقابه صفة المؤمن أن يكون راجياً لله عز وجل خائفاً.


{فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)}
قرئ: {جواب قومه} بالنصب والرفع {قَالُواْ} قال بعضهم لبعض. أو قاله واحد منهم وكان الباقون راضين، فكانوا جميعاً في حكم القائلين.
وروي أنه لم ينتفع في ذلك اليوم بالنار، نعني: يوم ألقي إبراهيم في النار، وذلك لذهاب حرّها.


{وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25)}
قرئ على النصب بغير إضافة وبإضافة، وعلى الرفع كذلك، فالنصب على وجهين: على التعليل، أي لتتوادّوا بينكم وتتواصلوا، لاجتماعكم على عبادتها واتفاقكم عليها وائتلافكم، كما يتفق الناس على مذهب فيكون ذلك سبب تحابهم وتصادقهم. وأن يكون مفعولاً ثانياً، كقوله: {اتخذ إلهه} [الفرقان: 43]، [الجاثية: 23] أي اتخذتم الأوثان سبب المودّة بينكم، على تقدير حذف المضاف. أو اتخذتموها مودّة بينكم، بمعنى مودودة بينكم، كقوله تعالى: {وَمِنَ الناس مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ الله أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبّ الله} [البقرة: 165] وفي الرفع وجهان: أن يكون خبراً لأنّ على أن ما موصولة. وأن يكون خبر مبتدأ محذوف. والمعنى: أنّ الأوثان مودّة بينكم، أي: مودودة، أو سبب مودّة.
وعن عاصم: مودّة بينكم: بفتح بينكم مع الإضافة، كما قرئ: {لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} [الأنعام: 94] ففتح وهو فاعل.
وقرأ ابن مسعود رضي الله عنه: أوثاناً إنما مودّة بينكم في الحياة الدنيا، أي: إنما تتوادّون عليها، أو تودّونها في الحياة الدنيا {ثُمَّ يَوْمَ القيامة} يقوم بينكم التلاعن والتباغض والتعادي: يتلاعن العبدة. ويتلاعن العبدة والأصنام، كقوله تعالى: {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً} [مريم: 82].

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8